سعر الحديد اليوم فاق التوقعات وسقوط أوكرانيا وروسيا من الترتيب في السوق العالمية
سعر الحديد اليوم.. شهد سوق الحديد في مصر تطوراً في الأسعار بشكل مفاجئ عقب الحرب بين روسيا وأوكرانيا فاليوم بعد أن تجاوز سعر الطن تسليم أرض المصنع حاجز الـ 20 ألف جنيه، أصبح الجميع يسعي لحل المشكلة ولكن لا سبيل للهرب من تطورات تلك الأزمة.
ونلاحظ أن سعر الحديد اليوم يتحرك في معدلات مرتفعة مع ارتفاع أسعار خامات الحديد في البورصات العالمية، ومنه بلغ سعر الخام من الحديد قرابة 144 دولار للطن مع زيادة بلغت 10 دولارات خلال 10 أيام الماضية. وإرتفعت بذلك أيضاً أسعار بليت الحديد بمقدار 715 دولار للطن الواحد. كما وتأثر بذلك الإقتصاد العالمي مؤثراً على مختلف أسعار الخامات ومنه توقفت الإمدادات من البلدين أوكرانيا وروسيا واللذان يحتلان الصدارة في عالم الحديد وصناعة الصلب في العالم.
عواقب الحرب بين أوكرانيا وروسيا وحجم الفجوة بين الإنتاج والطلب من الحديد:
ذكر محمد حنفي المدير التنفيذي لغرفة الصناعات المعدنية باتحاد الصناعات المصرية، أن الحرب بين روسيا وأوكرانيا ستسبب الكثير من المشاكل في مجال صناعة الحديد. فهما من أكبر منتجي الصلب في العالم يصل إنتاجهم السنوي حوالي 71 مليون طن و21 مليون طن على التوالي في ترتيب الدول. وتستورد مصر خام الحديد والصلب من دولة أوكرانيا بقيمة تبلغ حوالي 96.8 مليون دولار، وبعض خامات المعادن بقيمة 90.2 مليون دولار، والمصنوعات من خام الحديد أو الصلب بقيمة تبلغ 20.3 مليون دولار.
كما تحتل أوكرانيا المركز الـ13 بين أكبر مصنعي ومنتجي الصلب في العالم، والترتيب الخامس لتكون أكبر مصدر للحديد من حيث حجم الإنتاج، كما وأنتجت حوالي 21.4 مليون طن متري من الصلب في عام 2021. كما وتصدر دولة أوكرانيا قرابة الـ 80% من إنتاجها من الصلب لدول العالم. وفقًا لما صدر من بيانات من منصة ستاندرد آند بورز جلوبال بلاتس، كما ستؤدي هذه الأزمة الإقتصادية بين البلدين إلى التوقف عن العمل بالمصانع وتعطل حركة الشحن العالمية في موانئ أوكرانيا وروسيا. وهذا سوف يؤثر على حجم الإمدادات في الأسواق العالمية للحديد بجميع أشكاله وبالتالي تلاحظ ارتفاع في سعر الحديد اليوم.
إنتاج مصر من الحديد والصلب قبل وبعد الأزمة وسعر الحديد اليوم:
أما عن إنتاج مصر من حديد التسليح فقط بلغ قرابة الـ 7.9 مليون طن. ومن البيليت قرابة الـ 4.5 مليون طن، بينما بلغت وارداتها من البيليت حوالي 3.5 مليون طن، هذا وفقًا للبيانات الصادرة عن غرفة الصناعات المعدنية باتحاد الصناعات المصرية. كما وقد وبلغ الإجمالي من حجم إنتاج الدول العربية من الحديد والصلب نحو 30 مليون طن، وهنا قدرت الفجوة بين الإنتاج والطلب قرابة الـ 17 مليون طن.
حقيقة إستيراد الحديد والبليت من أوكرانيا وروسيا:
يعتقد البعض أن الأزمة لن تصل إلي تدبير خامات التصنيع المعتادة وأن تأثيرات الأزمة على السوق المحلي ستكتفي بزيادة أسعار الخامات نفسها، و خلال الـ 3 سنوات الماضية حصلت مصر على نسبة كبيرة من احتياجاتها من البليت من دولة أوكرانيا. ولكن في الفترة الأخيرة و بفرض مصر الرسوم على الواردات من البليت توقفت حركة الاستيراد من دولة أوكرانيا. لذلك نجد السوق المصري أصبح مكتفياً بشكل مقبول ليستوعب في هذه الفترة نقص البليت الأوكراني، ولكن تظل الأزمة الكبيرة في صعوبات الاستيراد لخام الحديد نفسه وبعض أنواع مسطحات الصاج البارد والساخن بأشكاله المختلفة.
من المصانع المحلية من سيبحث عن حل مؤقت لتوفير احتياجاتها من أماكن أخرى من السوق الأمريكي والاسترالي والصيني والبرازيلي. وبالتالي من المحتمل أن تتزايد أزمة ارتفاع الأسعار امام الصناعة المحلية للحديد والارتفاع المتوقع في الأسعار في البورصات العالمية وأزمة ارتفاع تكلفة شحن الخام على مستوى العالم كله.
ورغم أن بعض المصانع المحلية قد يكون لديها مخزون من الخام إلا أن طول فترة تلك الأزمة وتزايد حدتها سوف ينعكس بالتأكيد على إنتاج وأسعار المصانع المحلية.
هل ستتوقف أزمة إرتفاع أسعار الحديد علي خاماته فقط؟
بالطبع ستنتقل هذه الأزمة إلي باقي الصناعات فأغلب الآلات والأجهزة الكهربائية تعتمد بشكل أساسي علي الحديد والصاج. كما ويتم استخدام الصلب في أجهزة المصانع، لذلك قد تجد تراكمًا كبيرًا في الحصول على بعض هذه الأجهزة وسنشهد نقصاً كبيراً فيها أيضاً خلال الفترة القادمة.
لم تتوقف ارتفاع سعر الحديد اليوم علي الآلات والأجهزة فقط بل ستزداد أيضاً تكلفة الحفر في قطاع الصناعات المختلفة والنفط الصخري. وقد يؤدي الارتفاع في أسعار الصلب والأسمنت والإمدادات والخدمات الأخرى إلى الارتفاع في تكاليف استكشاف النفط عالمياً، كما وسترتفع أسعار الأنابيب المصنوعة من الصلب والتي تستخدم بشكل أساسي في الآبار الجديدة.
ونتوقع أن الارتفاع في سعر الحديد اليوم بشكل كبير إن استمر في هذا المعدل مع تداعيات تلك الأزمة سيؤدي بالطبع لخروج الإنتاج الروسي والأوكراني من السوق العالمي. والذى كان كان قديماً يصل إلى قرابة الـ 110 ملايين طن من خام الحديد. كما ستتراجع كميات الطاقة والغاز الروسي لدول أوروبا، ما سيؤدى بالطبع إلى التراجع في إنتاج الحديد فى الدول الأوروبية، وبالتالي سوف نلاحظ في هذه الفترة التراجع في المعروض من إنتاج الحديد أمام الطلب العالمي، وزيادة تكلفة الشحن.
ذكر محمد حنفي، وهو الرئيس لغرفة الصناعات المعدنية باتحاد الصناعات، إن أسعار حديد التسليح تراجعت في الفترة السابقة لتلك الفترة وهذا نتيجة لتراجع أسعار خام البليت في العالم، وقد واكب هذا كله التراجع الملحوظ على الطلب بالسوق المحلي ولذلك ستلاحظ الزيادة الكبيرة في حالة ركود المبيعات من الحديد.
ولربما وجود المخزون الكبير من الحديد لدى التجار وفي المصانع هو أحد الأسباب المهمة لهذه الأسعار الآن بالسوق المحلي، ولكن مع تراجع الطلب، قد نتفاجئ قريباً بقرار الحكومة بخفض أسعار الغاز للمصانع على سعر المستهلك من الحديد وقد تكون تلك القرارات على العكس تماماً، وبالرغم من هذا التخفيض مازالت التكلفة الخاصة بإنتاج الحديد بالمصانع أعلى كثيراً من تكلفة المستورد.
شركات الدرفلة وسعر الحديد اليوم
وذكر أن انخفاض أسعار خام الحديد والبليت سوف تتأثر بها شركات درفلة الحديد بشكل كبير وهي تعتمد بشكل كبير في إنتاجها على الاستيراد للبليت، أما بالنسبة لقرار الحكومات بخصوص أسعار خفض الغاز، فسوف تتأثر بها الشركات الكبيرة صاحبة المصانع التي تعمل بشكل متكامل وتعتمد على الغاز في عملية الإنتاج بشكل كبير.
وعن شركات درفلة الحديد فهي التي تقوم بإنتاج حديد التسليح عن طريق البليت المستورد من الخارج فهم متأثرين بالحرب بين أوكرانيا وروسيا أيضاً بشكل كبير، وعن المصانع التي تعمل مثل حديد عز وبشاي والسويس للحديد والصلب، تنتج لنا البليت بنفسها، سواء كان من خام الحديد المستورد أو حتى الخردة، عبر الأفران الضخمة، والتي تستهلك بدورها كميات كبيرة جداً من الغاز كوقود.
والأكيد أننا في هذه الفترة لا نستطيع توقع أسعار الحديد في الفترة القادمة هل ستتوقف عند هذه النقطة نظراً للتراجع الكبير في نسب الشراء للمعدن الذى شهدته المصانع وحالة الركود بها أم أن الأسعار ستقل عن السابق ويستعيد السوق قوته، ولكن الأكيد أن الكثير من المصانع قد توقفت بالفعل عن التصنيع مع امتناع العملاء عن الشراء بهذه الأسعار المبالغ فيها، كما ويطالب البعض منهم برفع الـ 25% الممثلة في ضريبة الإغراق على الحديد ليكون حلاً مؤقتاً لخفض أسعار الحديد في السوق.
كما نوضح أنه يوجد لدينا جميع أنواع قطاعات الحديد للتوريد بالإضافة الى أعمال الدرفلة بكل أنواعها فلدينا (صاج أسود مسحوب على الساخن وعلى البارد – صاج مجلفن ساده بجميع أنواعه – صاج مجلفن ملون معرج أبواب وجمالون وأيكون – زوايا حديد – أعمدة حديد وصلب وترمسيون – سلك بقلاوة وسلك شائك – مواسير حديد أسود ومجلفن مبروم ومستدير وعلب مربعة ومستطيلة).
المصادر/
https://www.albawabhnews.com/4543520